نص الاستشارة:
أيها الإخوة تقدم لخطبتي شاب من جيراننا من أسرة نعرفها من زمن بعيد، وهم طيبون متدينون، كلهم حفظة لكتاب الله، وأمورهم المادية ميسورة... غير أن أهلي يرفضون مصاهرتهم لكونهم وافدين ومن غير بلادنا في الأصل، ويقولون إن مصاهرتهم معيبة وستلحق الضرر بالأسرة... حاولت إقناع أهلي غير أن الوالد مازال مصرا على رأيه... أشيروا علي، كيف أجعله يقتنع؟
الرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن الزواج والمصاهرة من الأمور التي فطر البشر على حبها، غير أن عادات الناس وتقاليدهم البعيدة عن أخلاق الدين ما زالت هي المسيطرة في الغالب الأعم... وحبيبنا صلى الله عليه وسلم قد نبه على كل ذلك بقوله: «إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير...». وكأنه ينظر إلى الحالة التي ستئول إليها أمته من بعده من تفاخر بالأحساب وغير ذلك من أمور الجاهلية البغيضة، وربنا سبحانه قد أذاب الفروق غير المبنية على التقوى حيث قال تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم} فالتقوى هي معيار التفاضل بين الناس، وليس للعرق أو المال أو الجنس أي قيمة متى فقدت التقوى.
مرحبا بك أيتها الفاضلة بعض المقترحات نذكرها لك لعل الله ينفعك بها:
عليك باللجوء إلى الله ومد أكف الضراعة إليه بأن ييسر لك الخير حيث كان ويعينك على بلوغه، فالإنسان يعرف الأمور التي يحبها لكنه لا يعرف أين يكون الخير، فعليك أن تسألي الله التوفيق والعافية.
في بعض حالات الرفض يكون السبب الحقيقي هو ما يشعر به الأهل من وجود أنظمة تحول بينهم وبين مصاهرة الوافدين، فيعملون على الرفض بداية حتى لا يتعبوا أنفسهم في البحث عن الاستثناءات القانونية التي ربما أخذت كثيرا من الوقت والجهد دون طائل، فعليك أن تتفهمي ذلك.
عليك أن تفهمي أن الزواج من جنسيات مختلفة ربما كانت له بعض الآثار السلبية مستقبلا فبعد الشقة، وكون الناس ربما ألجأتهم ظروف معينة للعودة إلى بلدانهم الأصلية يوجب التفكير قبل الإقدام على أي خطوة باتجاه الزواج والمصاهرة الموجبة للتعايش في منطقة واحدة أو متقاربة أغلب الوقت.
إذا كانت أمك موافقة فعليك أن تستخدميها في الضغط على الوالد كي يوافق على زواجك من أهل هذا البيت الذين ذكرت صفاتهم فهم ممن يسعى في مصاهرتهم دون إغفال ما سبق التنبيه عليه.
قبل كل ذلك عليك بالاستخارة فإن حبيبنا صلى الله عليه وسلم كان يعلمها لأصحابهم وكانوا يستخيرون لكل أمر من أمورهم- رضوان الله عليهم.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
المصدر: موقع رسالة المرأة.